تواجه الدراسات المجمدة والتجارب السريرية للعلاجات المبتكرة التوقف. صمتت لجان مراجعة الأبحاث، وصمت التواصل مع العلماء والجمهور * المجتمع العلمي يطالب بالتفسيرات

هزت قرارات إدارة ترامب الجديدة مجتمع البحث العلمي في الولايات المتحدة منذ تولى الرئيس ترامب منصبه للمرة الثانية، وتواجه المعاهد الوطنية للصحة (NIH) تجميدًا واسعًا يشمل إلغاء الاجتماعات وحظر السفر. ووقف التوظيف، وتعليق الاتصالات الخارجية، مما يؤدي إلى تعطيل كبير في الأبحاث الطبية في البلاد.
وهذه ليست الخطوة الأولى التي تتخذها الإدارة التي ينكر وزير صحتها روبرت كينيدي كورونا. وقبل نحو أسبوع، انسحبت الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.
ويمنع تجميد وسائل الإعلام، الذي دخل حيز التنفيذ في 21 يناير من قبل وزارة الصحة والخدمات الإنسانية (HHS)، المعاهد الوطنية للصحة من إصدار لوائح جديدة، ونشرات صحفية، ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى المشاركة في المؤتمرات العامة. ويحذر الباحثون من أن تعليق نشاط لجان المراجعة للمنح البحثية قد يؤدي إلى تأخير طويل في تمويل الأبحاث، مما قد يؤثر على آلاف العلماء، خاصة الباحثين الشباب الذين يعتمدون على هذه المنح في تقدمهم الأكاديمي.
إلغاء المؤتمرات والرحلات البحثية وإلغاء برامج التنوع والشمول
بالإضافة إلى ذلك، يُحظر على موظفي المعاهد الوطنية للصحة السفر لحضور المؤتمرات العلمية وعرض أعمالهم، إلا في حالات استثنائية تتم الموافقة عليها مسبقًا. يؤثر إلغاء هذه الرحلات بشكل رئيسي على العلماء في بداية حياتهم المهنية، الذين يحتاجون إلى هذه الفرص من أجل إجراء اتصالات وتقديم أبحاثهم.
كانت إحدى التحركات الأكثر إثارة للجدل هي إزالة المعلومات حول برامج تعزيز التنوع العلمي من موقع المعاهد الوطنية للصحة. اختفت برامج مثل "مكملات التنوع"، التي كانت تقدم دعمًا ماليًا يصل إلى 125,000 ألف دولار للعلماء في بداية حياتهم المهنية، من الموقع الإلكتروني للمعهد. ويبدو أن هذه الخطوة مرتبطة بأمر رئاسي ألغى جميع البرامج الفيدرالية المتعلقة بتعزيز التنوع والشمول.
ردود المجتمع العلمي
يتفاعل مجتمع البحث العلمي في الولايات المتحدة بصدمة وخوف إزاء التجميد الواسع النطاق الذي فرضته إدارة ترامب الجديدة على المعاهد الوطنية للصحة. إن الحظر المفروض على السفر، وإلغاء اجتماعات مراجعة المنح، وتعليق الاتصالات الخارجية، وإنهاء التوظيف - كل هذا أضر بشكل مباشر بالعمليات البحثية الأساسية وأدى إلى حالة من عدم اليقين العميق بين العلماء والباحثين في جميع أنحاء البلاد.
أعربت الدكتورة كارول ليفون من جامعة نورث وسترن، التي أجرت أبحاثًا في علم الأحياء التنموي وحصلت على تمويل من المعاهد الوطنية للصحة لأكثر من 20 عامًا، عن قلقها العميق قائلة: "لم يسبق لي أن رأيت موقفًا كهذا من قبل. إن عدم القدرة على الموافقة على منح جديدة أو عقد اجتماعات علمية سيؤدي إلى اضطرار العلماء إلى وقف الأبحاث الهامة، كما أن مثل هذا التأخير سيضر بالاكتشافات الطبية المستقبلية.
والأكثر تضررا هو بين الباحثين في المراحل المبكرة، مثل زملاء ما بعد الدكتوراه وطلاب الدراسات العليا، الذين يعتمدون على المنح البحثية لمواصلة عملهم.
وكتبت الدكتورة جين ليبشوتز، الباحثة في مجال إدمان المواد الأفيونية من جامعة بيتسبرغ، على منصة التواصل الاجتماعي بلوسكي: "أي تأخير بسيط يؤثر بشكل كبير على تلقي المنح الجديدة، وبالنسبة لنا يعني ذلك أن الناس سيفقدون وظائفهم أو يجب أن تبحث عن تمويل بديل. وهذا التجميد يخلق انعداماً هائلاً للأمن الاقتصادي والبحثي".
القلق الرئيسي هو أن إطالة أمد التجميد سيؤدي إلى هجر الباحثين الشباب مجال البحث العلمي والانتقال إلى القطاع الخاص، حيث يوجد استقرار مالي أكبر.
وتساءل "ماذا سيحدث لجميع المشاريع التي تمت الموافقة عليها بالفعل؟?"
تمنح المعاهد الوطنية للصحة مليارات الدولارات لتمويل الأبحاث في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ولكن مع تعليق اجتماعات المجلس الاستشاري، لا يمكن الموافقة رسميًا على المنح الجديدة. وأكد البروفيسور هارولد فارموس، المدير السابق للمعاهد الوطنية للصحة والباحث الحالي في مجال السرطان في كلية طب وايل كورنيل، على خطورة الأمر. للمشكلة: "تم تخصيص ميزانية للكونغرس في المعاهد الوطنية للصحة لتمويل الأبحاث، وإذا لم يتم تنفيذ الأموال - فهذا انتهاك لتفويضهم العام. سيؤدي هذا التأخير إلى ضرر مباشر على الصحة العامة وتقدم البحث الطبي".
الرقابة العلمية؟ إن حظر التواصل يضر بتبادل المعرفة
أحد أكبر المخاوف هو الضرر الذي يلحق بتقاسم المعرفة العلمية. يحظر التوجيه الجديد على المعاهد الوطنية للصحة نشر أبحاث جديدة، أو إرسال بيانات صحفية، أو عقد مؤتمرات عامة. وهذا يعني أن المعلومات الهامة المتعلقة بالصحة العامة لا تصل إلى المهنيين الطبيين وعامة الناس.
كتبت الدكتورة إستير تشو، الطبيبة والباحثة في طب الطوارئ بجامعة أوريغون، في بلوسكي:
"كل يوم أتعرض لأبحاث رائدة قد تغير حياتي. ولكن الآن، قدرتنا على توصيل هذه النتائج محدودة. من سيستفيد من هذا؟"
علاوة على ذلك، كانت إحدى الخطوات الأكثر إثارة للقلق هي حذف صفحات المحتوى وبرامج المساواة والتنوع العلمي من موقع المعاهد الوطنية للصحة، كجزء من أمر رئاسي ألغى جميع برامج التنوع والشمول الحكومية. وأعرب البروفيسور ويليام كلارك من جامعة كاليفورنيا عن إحباطه قائلاً: "إن برامج التنوع والشمول في العلوم كانت ضرورية لتعزيز تكافؤ الفرص، خاصة بين النساء والأقليات العلمية. إن قرار حذفها من الموقع خطوة خطيرة تعيدنا إلى الوراء". عقود."
ماذا بعد؟
وفي ظل الفوضى الناجمة عن ذلك، يأمل الكثيرون أن تصدر وزارة الصحة الاتحادية إرشادات واضحة قريباً. وفقًا للتقارير، تنتظر المعاهد الوطنية للصحة حاليًا مزيدًا من التوجيهات من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية (HHS) فيما يتعلق بمواصلة تنفيذ القيود.
وفي الوقت نفسه، تحذر الأصوات من داخل المجتمع العلمي من أنه إذا لم يتم رفع التجميد قريبًا، فإن الضرر الذي سيلحق بالأبحاث الطبية سيكون شديدًا وطويل الأمد - ومن المحتمل أن تفقد الولايات المتحدة مكانتها كقوة رائدة في هذا المجال. للعلوم والابتكار.
المزيد عن الموضوع على موقع العلوم: