كان الشتاء الأول للكون ثلجيًا

 وبعد 300 ألف سنة من الانفجار الأعظم، امتلأ الكون برقائق ثلجية من الهيدروجين المضغوط. هذا ما ادعىه عالمان من سويسرا

يقول علماء الفلك إنه حتى قبل أن تتشكل المجرات أو النجوم أو الكواكب، كانت رقاقات الثلج الغريبة تتساقط عبر الكون في أول شتاء مظلم للكون. ولم تكن الرقائق مكونة من الماء بل من الهيدروجين المضغوط، وظهرت بعد حوالي 300 ألف سنة من الانفجار الأعظم. وهذا ما يدعيه عالمان سويسريان.

وبينما ولد الكون ساخنًا، فقد برد توسعه بدرجة كافية لتجمع ذرات الهيدروجين الأولى، على شكل رقائق على الأرجح. نشر الفيزيائي دانييل فينيغر (Pfenniger) من جامعة جنيف هذا في 12 نوفمبر في النسخة الإلكترونية من مجلة Nature.
الهيدروجين، وهو أبسط العناصر وأكثرها إهمالا من حيث الأبحاث، يتجمد عند درجة حرارة قريبة من الصفر المطلق. لكن الكون في ذلك الوقت كان ساخنا عند درجة حرارة 3,000 درجة مئوية. إذًا ما الذي جعل وجود هذه الندفات الثلجية ممكنًا؟ يعتقد فينيجر وزميله دينيس باي من جامعة زيوريخ أن الإجابة هي التوازن بين تبريد الكون وتوسعه.
ومن المفترض أيضًا أن تتوسع ذرات الهيدروجين وتصبح أبرد من الكون المحيط بها، وربما بدرجة كافية للتجميد. طفت هذه الرقائق أثناء امتصاصها للإشعاع وذابت بعد وقت قصير من تشكلها.
هناك عدة عوامل يمكن لبعضها بناء أو تدمير الثلج الهيدروجيني. ويقول فينيجر إن المزيد من الملاحظات والدراسات النظرية هي وحدها التي ستجعل من الممكن فهم العامل المهيمن.
يبدو أن الثلج الأول لم يكن أبيضًا. كان الكون حينها في ذروة العصر الكوني المظلم الذي استمر حتى حوالي مليار سنة بعد الانفجار الأعظم، عندما اشتعلت النجوم الأولى. إذا كان هناك نوع من ندفة الثلج على يميني، فإن اللون الذي سيكون أكثر ملاءمة لها سيكون البنفسجي الفائق.

 

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismet لتصفية التعليقات غير المرغوب فيها. مزيد من التفاصيل حول كيفية معالجة المعلومات الواردة في ردك.