واكتشفت دراسة أجريت في كلية الطب بجامعة بار إيلان في صفد، وجود أجسام مضادة في أجسام المتعافين من الفيروس. وستؤدي الرؤى البحثية إلى تطوير أساليب علاجية مبتكرة، وكذلك للأمراض الفيروسية الأخرى
لفيروس التهاب الكبد Cوالذي تم تحديده لأول مرة في عام 1989 له تأثير كبير على صحة ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. دراسة جديدة، بقيادة البروفيسور ميتال جال تنامي، من كلية الطب في جامعة بار إيلان في الجليل، تلقي ضوءا جديدا على الآثار الطويلة الأمد للفيروس وتقدم رؤى ثورية قد تؤدي إلى علاج المرض وتطوير لقاح.
يصاب ملايين الأشخاص حول العالم بفيروس التهاب الكبد الوبائي Cوالتي قد تسبب أمراض الكبد المزمنة وتليف الكبد وسرطان الكبد. ومع ذلك، فإن العديد من المصابين لا يدركون أنهم مصابون بالفيروس، وهذه الحقيقة تجعل الكشف المبكر والعلاج صعباً.
يركز بحث البروفيسور جال تانامي على السؤال التالي: لماذا يتمكن بعض الأشخاص (حوالي 20-30%) من التعافي تلقائيًا من فيروس التهاب الكبد Cبينما الأغلبية يصابون بمرض مزمن؟ وبحسب الباحثين، فإن الإجابة على هذا السؤال تكمن في فهم أعمق للتفاعل بين الفيروس وجهاز المناعة.
واستخدم الفريق البحثي عدة تقنيات وأساليب لدراسة الفيروس وآثاره. وقاموا بإجراء تحليل الأجسام المضادة لتحديد وتحليل الأجسام المضادة الفريدة المرتبطة بالتعافي من الفيروس، ودراسة جينية لفحص التغيرات اللاجينية في خلايا الكبد المصابة، وأجروا متابعة سريرية طويلة الأمد للمرضى الذين تم علاجهم وتعافوا من الفيروس. لفحص الآثار المتأخرة.
الاكتشاف الرئيسي للدراسة هو ما يسميه الباحثون "الطابع اللاجيني". وفقا للبروفيسور غال تانامي، فيروس التهاب الكبد C يترك تغيرات جينية في خلايا الكبد، والتي تستمر حتى بعد إزالة الفيروس من الجسم. "يصف الطابع اللاجيني كيف يستمر الفيروس في التأثير على الجسم حتى بعد زواله، وهذا قد يفسر استمرار خطر الإصابة بسرطان الكبد حتى في المرضى الذين تعافوا من الفيروس.
وحددت الدراسة أيضًا أجسامًا مضادة فريدة موجودة في أجسام الأشخاص الذين تعافوا تلقائيًا من الفيروس. يفتح هذا الاكتشاف إمكانيات جديدة لتطوير لقاح فعال ضد التهاب الكبد C.
تعتبر نتائج هذه الدراسة ذات أهمية تتجاوز مجال التهاب الكبد C. قد يؤدي الفهم الجديد للأجسام المضادة الفريدة إلى تطوير لقاحات أكثر فعالية ضد الفيروسات المعقدة. ويعتقد الباحثون أن فهم الآليات اللاجينية يفتح إمكانيات لتطوير علاجات لا تهدف فقط إلى القضاء على الفيروس، ولكن أيضًا "محو" طابعه اللاجيني.
وتؤكد الدراسة على أهمية المتابعة طويلة الأمد للمرضى الذين تعافوا من الفيروس، وتقدم خيارات جديدة للوقاية من تطور سرطان الكبد. علاوة على ذلك، قد تكون النتائج ذات صلة بدراسة فيروسات أخرى، بما في ذلك فيروس كورونا، في سياق التأثيرات طويلة المدى.لونغ كوفيد").
يقول البروفيسور جال تانامي: "يفتح هذا البحث الباب أمام فهم أعمق للتفاعل المعقد بين الفيروسات والمضيف البشري". "نأمل أن تؤدي هذه الأفكار إلى تطوير أساليب علاجية مبتكرة، ليس فقط لالتهاب الكبد Cولكن أيضًا لأمراض فيروسية أخرى."