وتشير الدراسة، التي أجراها باحثون من الجامعة العبرية وجامعة كولومبيا، إلى أن التنوع الجيني يمكن أن يحسن بشكل كبير عمليات صنع القرار في المجموعة، الأمر الذي له آثار عميقة على الإدارة التنظيمية والابتكار وفهم دور التنوع البيولوجي في الامتثال والمرونة.
يظهر بحث جديد أن المجموعات المتنوعة وراثيا تتخذ قرارات جماعية أكثر دقة من المجموعات المتجانسة وراثيا، مما يوفر أول دليل تجريبي على دور التنوع الجيني في تعزيز الذكاء الجماعي. هذه النتيجة مهمة لأنها تشير إلى أن التنوع الجيني يمكن أن يحسن بشكل كبير عمليات صنع القرار الجماعي، الأمر الذي له آثار عميقة على الإدارة التنظيمية، والابتكار، وفهم دور التنوع البيولوجي في التكيف والمرونة.
كشفت دراسة جديدة أجراها الدكتور مئير بارنرون من الجامعة العبرية في القدس، أن المجموعات المتنوعة وراثيا تتخذ قرارات جماعية أكثر دقة مقارنة بالمجموعات المتجانسة وراثيا، وتقدم هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة الشخصية والاختلافات الفردية، رؤى جديدة حول أصول ظاهرة "حكمة الحشود" مع التأكيد على دور التنوع الجيني في تحسين الذكاء الجماعي.
وقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الجمع بين التقييمات الفردية يمكن أن يحسن الدقة، خاصة عندما يختلف الناس في الخلفية والتعليم والتركيبة السكانية.
ومع ذلك، فإن بحث الدكتور برنرون يأخذ هذه خطوة أبعد ويشير إلى أن التنوع الجيني نفسه يساهم بشكل كبير في دقة التقديرات المجمعة. وشملت الدراسة 602 من التوائم المتطابقة وغير المتطابقة، الذين شاركوا في تلقي التقديرات العددية في أزواج (أزواج أقارب) أو أفراد غير مرتبطين (كشفت النتائج أن تقديرات الأزواج غير المرتبطة (أي غير المتجانسة) كانت أكثر دقة من تقديرات الأزواج القريبة. (أي متجانسة) من الناحية النظرية، يمكن أن تكون هذه النتيجة نتيجة لعوامل بيئية أو وراثية.
وللتمييز بين العوامل البيئية والوراثية، تقوم الدراسة بمقارنة أداء الأزواج المتقاربة وغير المتقاربة، بشكل منفصل بين التوائم المتماثلة وغير المتطابقة. هذه المقارنة ذات صلة لأن التأثيرات الجينية تجعل التوائم المتماثلة أكثر تشابهًا مع بعضها البعض من التوائم غير المتطابقة، حيث يشترك الأول بنسبة 100% تقريبًا من تنوعهم الجيني، في حين يشترك الأخير في 50% في المتوسط من تنوعهم الجيني.
وكشفت النتائج أن الأداء الأفضل للأزواج غير المرتبطة مقارنة بالأزواج القريبة كان واضحًا بالنسبة للتوائم المتطابقة. وهذا يؤكد تأثير التقارب الوراثي على التقييمات الجماعية.
يعد بحث الدكتور برنرون أول عرض تجريبي لفوائد التنوع الجيني للتقييمات الجماعية. وتشير النتائج إلى أن التنوع الجيني يعزز القدرات المعرفية الجماعية للمجموعات، مما يوفر فهمًا أعمق لكيفية وصول الجماهير المتنوعة إلى نتائج أكثر ذكاءً من خلال التركيز على الجينات وتضيف هذه الدراسة بعدا جديدا لظاهرة "حكمة الحشود".
"تسلط هذه النتائج الضوء على التأثير الكبير للتنوع الجيني على عملية صنع القرار الجماعي، وتؤكد على أهمية احتضان التنوع بجميع أشكاله لتحسين قدراتنا المعرفية ومواجهة التحديات المعقدة بشكل أكثر فعالية." - د. مئير بارنرون، الجامعة العبرية
وباستخدام عينة من التوائم المتطابقة وغير المتطابقة، تمكنت الدراسة من عزل التنوع الجيني بشكل فعال، مما يسمح بإجراء مقارنة واضحة بين المجموعات المتجانسة وراثيا وغير المتجانسة، وتوفير أدلة قوية على الفرضية. ويدعم هذا الدليل التجريبي النظرية الأوسع التي تقول إن التنوع يحسن عملية صنع القرار، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على الإدارة التنظيمية. ويشير هذا إلى أن المجموعات المتنوعة قد تكون مجهزة بشكل أفضل للتعامل مع المشكلات المعقدة والابتكار بفعالية.
علاوة على ذلك، يساهم البحث في فهمنا للتنوع الجيني كعنصر أساسي للتنوع البيولوجي، ويسلط الضوء على دوره الحاسم في التكيف والمرونة والبقاء على المدى الطويل للسكان في مواجهة التغيرات البيئية.
المزيد عن الموضوع على موقع العلوم:
الردود 2
هراء، ما يؤثر على عملية اتخاذ القرار هو الذكاء الصافي والخبرة في المجال المطلوب، في الواقع قبول الأشخاص على أساس العرق أو لون البشرة يضر المنظمة ولا يفيدها. مقال تقدمي آخر.
نعم ترى مدى نجاح جنوب أفريقيا أو البرازيل مقارنة باليابان وكوريا الجنوبية أو شمال أوروبا والولايات المتحدة حتى وقت قريب وحتى الصين