يقدم مقال في قسم علم النفس نظرية جديدة حول العلاقة بين الموسيقى والبقاء: "بسبب القيم المجزية للموسيقى، يستمر الإنسان في تعلمها ونقلها إلى الأجيال القادمة، وليس بالضرورة من خلال سمات وراثية محددة كما لقد فكرنا حتى اليوم"
درس باحثون في الجامعة العبرية مسألة ما إذا كانت الموسيقى قد تطورت من أجل تعزيز الحياة الاجتماعية لدى البشر، وهل هي قادرة على مساعدة الناس على البقاء معًا لسنوات؟ مقالة جديدة الدكتور شير أتزيل والدكتور ليئور أبرامسون من قسم علم النفس، يقدم منظوراً جديداً للعلاقة بين تطور الموسيقى والعلاقات الاجتماعية بين البشر. تم نشر المقال مؤخرًا في المجلة الدولية لعلوم السلوك والدماغ التابعة لجامعة كامبريدج البريطانية.
يقترح الباحثون أنه على النقيض من العملية التطورية المرهقة والصارمة، ربما تكون أدمغتنا قد طورت عبر التاريخ ميزة نهائية واحدة بسيطة: القدرة على تعلم البيئة من أجل البقاء. الاعتماد على البشر الآخرين من أجل البقاء يوفر القوة الدافعة النهائية لتعزيز المهارات الاجتماعية مثل الموسيقى. ووفقا للباحثين، فإن هذه الآلية التطورية تزيد من التكيف مع بيئة اجتماعية ديناميكية ومتغيرة. "كلنا نعرف الآية "ليس من الجيد أن يكون الإنسان وحده"، لذلك اعتمد البشر منذ العصور القديمة على جنسهم من أجل البقاء. وهذا يخلق قوة دافعة قوية لتعلم المهارات الاجتماعية المعقدة - بما في ذلك اللغة، الثقافة والموسيقى، من خلال آليات عصبية مرنة." يشرح الدكتور أبرامسون.
كان الافتراض السائد حتى اليوم هو أن التواصل الاجتماعي البشري نفسه تطور في التطور كمجموعة فطرية من السمات، التي تسمح للبشر بإدارة العلاقات الاجتماعية المعقدة. ومع ذلك، فإن النظرية الجديدة تشرح دور الموسيقى في الثقافة الإنسانية من حيث أن سلوكنا يتشكل ثقافيًا في عملية مستمرة من التكيف مع البيئة. ويؤكد الدكتور أتزيل أنه "بسبب القيم المجزية للموسيقى، يستمر الناس في تعلمها ونقلها إلى الأجيال القادمة، وليس بالضرورة من خلال سمات وراثية محددة كما كنا نعتقد حتى اليوم".. تعتبر الموسيقى والاجتماعية ديناميكيتين، لذا فهي آلية عامة للمكافأة والتنبؤ لتحسين البقاء على قيد الحياة من خلال المرونة والارتباط بالبيئة.
وبحسب الباحثين، فإن المقال يطرح أسئلة جديدة واتجاهات بحثية يمكن أن تقدم إجابات لم نفكر بها من قبل في مجال تطور الدماغ والتطورات الاجتماعية والمعرفية المختلفة. "يتناول بحثنا اتجاهات مختلفة من أجل اختبار هذه النظرية، والتحقق من مدى اعتماد التطور الاجتماعي والعاطفي على البيئة الاجتماعية في بداية الحياة"، يستنتج الباحثون.
المزيد عن الموضوع على موقع العلوم: