تم الكشف عن موقع أثري متعدد الطبقات في وادي زربشان في طاجيكستان، مما يوفر دليلاً نادرًا على الاستيطان البشري المبكر في المنطقة، وقد يسلط الضوء على اللقاء بين الإنسان العاقل والنياندرتال والدينيسوفان.
تعتبر منطقة آسيا الوسطى مفترق طرق مهماً في التنمية البشرية، لكنها حتى الآن كانت تعتبر نقطة بيضاء على خريطة أبحاث ما قبل التاريخ. كشفت دراسة جديدة أجراها البروفيسور يوسي زيدنر من معهد الآثار في الجامعة العبرية، بالتعاون مع الدكتور شروف قربانوف من الأكاديمية الوطنية للعلوم في طاجيكستان، عن موقع أثري متعدد الطبقات في وادي زربشان وسط طاجيكستان. ويقدم الموقع، المعروف باسم سوي هابيز، دليلا نادرا على الاستيطان البشري القديم في المنطقة. لقد خدمت الإنسان كشريان مركزي للتوسع والاستيطان حتى في أوقات سابقة بكثير - قبل 150 إلى 20 سنة من وقته، وهو الوقت الذي عاشت فيه عدة أنواع بشرية في المنطقة. "إن السؤال حول من هم هؤلاء الأشخاص، وما هي طبيعة العلاقة بينهم، كان في قلب هذه الدراسة"، يوضح البروفيسور زيدنر.
وشمل البحث مسوحات لاكتشاف المواقع، والحفريات الأثرية في المواقع المكتشفة، وتحليلاً دقيقاً للنتائج. وقام الباحثون بحفر ثلاث مناطق في الموقع واكتشفوا عدة طبقات من النشاط البشري مع بقايا غنية من الأدوات الحجرية وعظام الحيوانات وبقايا النباتات القديمة. ومن بين المواقع موقع سوي حبزق الذي تم اكتشافه خلال عملية مسح في منطقة جبلية ويصعب الوصول إليها. وتعود النتائج إلى فترات مختلفة من العصر الحجري الأوسط والعلوي قبل حوالي 150-20 ألف سنة. يسمح الحفاظ الجيد على العظام والمواد العضوية بإعادة بناء المناخ القديم في المنطقة ويعلم إمكانية اكتشاف بقايا بشرية تجعل من الممكن تحديد الأنواع أو الأنواع البشرية التي تعيش في المنطقة.
يوضح البروفيسور زيدنر: "يحتوي الموقع على طبقات متعددة من النشاط البشري، مما يسمح لنا بتتبع التغيرات في السلوك البشري مع مرور الوقت"، مضيفًا: "هذه معلومات مهمة لفهم التنمية البشرية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، موقع الموقع". يشير موقعها في الممر الجبلي لآسيا الوسطى إلى دورها المحتمل كنقطة انتقالية مهمة للبشر القدماء."
قد تغير النتائج التي تم التوصل إليها في موقع سوي حبيز فهمنا لانتشار الإنسان في آسيا الوسطى وخارجها. ويختتم البروفيسور زيدنر قائلاً: "نأمل أن تزودنا الأبحاث المستمرة في الموقع برؤى حول التفاعلات المحتملة بين المجموعات البشرية المختلفة التي سكنت المنطقة في العصور القديمة، مثل الإنسان الحديث والنياندرتال والدينيسوفان". "هذه خطوة مهمة في فهم التاريخ الإنساني القديم في المنطقة وفي تعزيز العلاقات العلمية الدولية." ومن المتوقع أن يستمر البحث في السنوات المقبلة، حيث يخطط الباحثون لمزيد من الحفريات والاختبارات المتعمقة للنتائج. وقد تغير نتائج البحث فهمنا للتنمية البشرية وانتشارها في آسيا الوسطى وخارجها.
المزيد عن الموضوع على موقع العلوم: