عن الطريقة التي يمكن أن تنقل بها التعبيرات الصوتية المعلومات العاطفية، خاصة في التجارب القوية، وعن أهمية السياق البصري
يعد التعبير عن المشاعر والهوية عنصرًا أساسيًا في التفاعل والتواصل بين الأشخاص. هذه قناة غير لفظية تتضمن تعبيرات الوجه والصوت ووضعية الجسم. عندما تسوء هذه القناة بسبب إصابة في الدماغ (على سبيل المثال، في مرض تنكس عصبي مثل مرض باركنسون أو السكتة الدماغية أو المتلازمات الخلقية)، فإن القدرة على التواصل مع الآخرين وفك رموز حالتهم العاطفية ونقل الرسائل والأفكار والمشاعر الشخصية والداخلية تكون ضعيفة. ضعف السمع.
يقوم البروفيسور هليل أفيزر من قسم علم النفس في الجامعة العبرية، مع فريقه، بدراسة الطريقة التي يعبر بها الأشخاص - الأصحاء والذين يعانون من أمراض عصبية - عن المشاعر ويتعرفون عليها ويختبرونها. هدفهم هو فهم الآليات النفسية العصبية للتعبيرات العاطفية وأسباب اضطرابها. يقول البروفيسور أفيزر: "إن كل موقف وتفاعل بين الناس ينطوي على عاطفة، وفي العديد من الأمراض العصبية تضعف القدرة على التعبير عن الوجه أو التعرف عليه لدى الآخرين، مما يسبب الضيق للمريض وأفراد أسرته (في مرض باركنسون، على سبيل المثال، يصبح الوجه بلا تعبيرات وبلا حياة - "قناع الوجه"). وهذا يجعل من الصعب التواصل والتعبير عن الصعوبة وتلقي التعليقات. ومن ثم تدخل التعابير الصوتية - وهي تعبيرات صوتية عاطفية - في الصورة."
أحدث الأبحاث التي تم إجراؤها في مختبر البروفيسور أفيزر، بقيادة طالب الدكتوراه دورون أتياس وبمساعدة منحة بحثية من مؤسسة العلوم الوطنية، أراد الباحثون فحص فك رموز مشاعر الآخرين بناءً على الصوت. أتياس: "التعابير الصوتية لا تقل أهمية وانتشارا عن تعابير الوجه، لكنها بالكاد تمت دراستها. والدراسات القليلة التي أجريت عليهم اعتمدت على أصوات الممثلين في المختبر الذين عبروا عن مشاعرهم وليس على الأصوات التي يصدرها الناس في الحياة اليومية. أردنا اختبار مدى قدرة هذه التعبيرات على نقل المعلومات العاطفية وركزنا على المواقف التي يتم فيها التعبير عن مشاعر قوية."
وجمع الباحثون على الإنترنت مجموعة متنوعة من الأصوات من مقاطع الفيديو التي عبر فيها الأشخاص عن مشاعر إيجابية وسلبية، في مواقف متطرفة. على سبيل المثال، النساء اللواتي تفاعلن مع خبر حمل ابنتهن، واقتحام منزلهن (خدعة مرعبة)، وابن الجندي الذي عاد إلى منزله. وقاموا بتقييم صحة مقاطع الفيديو باستخدام معايير مثل أسلوب التصوير الفوتوغرافي ونوع الموقف المسجل وشدة التجربة العاطفية لموضوع التصوير الفوتوغرافي. "هناك سجل من المشاعر الحقيقية والقوية هنا. يوضح أتياس: "هذه ليست تجربة يمكن إعادة إنتاجها في المختبر".
قام الباحثون بتشغيل التعبيرات الصوتية على الأشخاص وطلبوا منهم تقييم مدى إيجابية أو سلبية تلك التعبيرات بالنسبة لهم، ومدى قوة المشاعر التي تم إدراكها. وقد وجد أن الأشخاص لم يتمكنوا من التمييز بين التعبيرات الصوتية الصادرة في المواقف الإيجابية وتلك الصادرة في المواقف السلبية.
في التجربة الأولى، قام الباحثون بتشغيل التعبيرات الصوتية على 39 شخصًا (طلابًا)، وطلبوا منهم تقييم مدى الإيجابية أو السلبية التي بدت لهم (على مقياس من -5 إلى 5) ومدى قوة المشاعر التي تم إدراكها (هو إنها عاصفة من العواطف أو تجربة بسيطة وهادئة). وتبين أن الأشخاص لم يتمكنوا من التمييز بين التعبيرات الصوتية المنتجة في المواقف الإيجابية وتلك المنتجة في المواقف السلبية، وكانت جميعها تبدو سلبية بالنسبة لهم. ووجد الباحثون أيضًا أنه كلما كانت العاطفة أقوى، كلما بدا التعبير الصوتي أكثر سلبية.
البروفيسور أفيزر: "تثير هذه النتائج مسألة مدى قدرة التعبير الصوتي وحده على توفير معلومات حول تجربة الآخر العاطفية، خاصة عندما تكون قوية. ومن هذا نفهم أهمية السياق البصري الذي يُسمع فيه التعبير الصوتي. ربما يتطلب التفسير الصحيح للتجربة العاطفية وتقليل غموضها عنصرًا بصريًا أيضًا.
وفي التجربة الثانية، تعاون الباحثون مع اليانصيب. تلقوا منه حوالي 150 تسجيلًا صوتيًا للأشخاص فور سماعهم من أريلا بالمبلغ الذي ربحوه، وكلها أصلية، وطلبوا التحقق من مدى تأثير حجم المبلغ على التعبير الصوتي وتفسيره. لقد قاموا بتشغيل الأصوات لطلاب أمريكيين من جامعة برينستون (الذين لا يفهمون العبرية بالطبع) وطُلب منهم ترتيبهم على نفس المقياس الإيجابي والسلبي. وتبين أن الأصوات التي أجابت على مبلغ أقل من 250,000 ألف شيكل اعتبرت إيجابية، والأصوات التي أجابت على مبالغ أعلى من 250,000 ألف شيكل اعتبرت سلبية. أي أنه كلما زادت كمية العاطفة وشدتها، كلما كان تفسير التعبير الصوتي غير صحيح. ويشير البروفيسور أفيزر إلى أن "هذه الحالة تعلمنا أيضًا أنه من الصعب الاعتماد على التعبير الصوتي وحده من أجل تفسير مشاعر الشخص الآخر بشكل صحيح".
وفي التجربة الثالثة، أراد الباحثون التحقق من أنه لا يزال من الممكن تفسير المشاعر بناءً على التعبير الصوتي وحده، وأهمية السياق البصري. وللقيام بذلك، قاموا بزرع الأصوات من التجربة الأولى داخل مقاطع فيديو تصف موقفًا سلبيًا أو إيجابيًا. تم زرع كل تعبير صوتي في مقطع فيديو إيجابي وسلبي. على سبيل المثال، زرعت أصوات الفرح والابتهاج في الفيديو الذي تلتقي فيه امرأة بلص، وفي الفيديو الذي تلتقي فيه بشخص عزيز عليها بعد سنوات. تم عرض مقاطع الفيديو على مجموعة متنوعة من الأشخاص الإسرائيليين، من جميع أطراف الطيف الاجتماعي، وتبين أنه حتى عندما تم أخذ الأصوات في الأصل من مواقف إيجابية وعندما تكون من مواقف سلبية، فإن طريقة تفسيرها كانت تعتمد بشكل كامل على السياق البصري. على سبيل المثال، يتم تفسير صوت الفرح المزروع في مقطع فيديو عن لص من قبل الأشخاص على أنه صوت خائف، ويتم تفسير صوت الخوف المزروع في مقطع فيديو حول لقاء مثير مع أحد أفراد أسرته على أنه سعيد. أي أنه حتى في هذه التجربة وجد أن السياق البصري عنصر أساسي للغاية في تفسير التعبير الصوتي العاطفي للشخص الآخر.
الحياة نفسها:
البروفيسور هليل أفيزر، متزوج وأب لأربعة أطفال (تتراوح أعمارهم بين 4 و22 عامًا) ويسكن في موديعين. يعبر عن اهتمام نظري بالقفز بالمظلات وتسلق الجدران، ويحب أكل الجبن. دورون أتياس، زميل مؤسسة أزريلي، يعيش في تل أبيب مع شريكته مايا. وفي أوقات فراغه يبحث عن أماكن لوقوف السيارات ويمارس اليوغا ويلعب كرة القدم. بالإضافة إلى ذلك فهو متطوع في جمعية "يزهار" التي تعمل على التقليل من أضرار المخدرات والدعارة في إسرائيل.
المزيد عن الموضوع على موقع العلوم: