يحاول العلماء محاكاة قدرة السلمندر على إعادة نمو أطرافه

ويعتقد الباحثون أن تجديد الأنسجة بالجسم أفضل من زرعها أو استخدام الخلايا الجذعية

أندرو بولاك، نيويورك تايمز

إرفين، كاليفورنيا. في غرفة صغيرة بجامعة كاليفورنيا، توضع أكواب بلاستيكية شفافة، ويحدق منها السلمندر. يُطلق على المكان اسم "مختبر الأقدام"، لأن معظم الحيوانات الموجودة هناك قد قطعت أقدامها، أو سيتم قطعها. لكن الضرر الذي يلحق بالسلمندر سيكون مؤقتًا فقط: فهو يتعافى وينمو أطرافًا جديدة وصحية في غضون أسابيع قليلة.

السلمندر هم "النجوم" في عملية التجديد - إعادة نمو الأنسجة والأعضاء. لا يمكنهم إعادة نمو الأطراف فحسب، بل يمكنهم أيضًا إعادة نمو ذيولهم وأجزاء من القلب وحتى شبكية العين وعدسات عيونهم. يمكن للإنسان إعادة نمو أجزاء من أعضاء معينة - بما في ذلك الكبد والعضلات والعظام - ولكن العملية تقتصر عادة على عدد محدود من الأنسجة. في المقابل، يستطيع السلمندر إعادة نمو أنواع مختلفة من الأنسجة لتكوين هياكل كاملة مثل الأطراف. ويأمل العلماء في المختبر أنه في يوم من الأيام يمكن تطبيق قدرات السلمندر على تنمية الأعضاء البشرية.

الطب التجديدي - الذي يهدف إلى إعادة نمو أو إصلاح الأنسجة التالفة - يقع حاليا في قلب الخطاب العلمي. وقد تركز الاهتمام في هذا المجال حتى الآن على الخلايا الجذعية، لكن بعض العلماء يرون أن النهج الأفضل هو إعادة نمو الأعضاء لدى البشر، كما يحدث في السلمندر وغيره من الحيوانات. ووفقا لهم، فإن النمو المتجدد بشكل طبيعي، والذي ربما يمكن تحقيقه باستخدام الأدوية أو الجينات، سيكون أسهل من عملية زرع الأعضاء. بالإضافة إلى ذلك فإن الأنسجة ستأتي من المريض نفسه، وهذا سوف يحل مشكلة رفض الزرع.

في الماضي، لم يكن التجديد الطبيعي يحظى باهتمام كبير. قد يكون هذا لأنه على الرغم من دراسة هذا المجال لمدة 200 عام، إلا أنه لا يزال غير مفهوم بشكل كافٍ. ومع ذلك، بدأت التقنيات الجينية تسمح للعلماء بالتعمق أكثر في آليات إعادة النمو.

المثال الوحيد على إعادة نمو الأعضاء المتعددة الأنسجة لدى البشر هو حقيقة أن الأطفال الصغار يمكنهم إعادة نمو أطراف الأصابع فوق المفصل العلوي، بما في ذلك العظام والجلد والعظام. تم اكتشاف هذه القدرة بالصدفة في إنجلترا عام 1974. حيث تم نقل طفل فقد طرف إصبعه في حادث إلى المستشفى، لكن الطبيب كان مشغولا للغاية بحيث لم يتمكن من خياطة الإصابة. وعندما جاءت لتعالجه في اليوم التالي، وجدت أن إصبعها قد بدأ في النمو من جديد.

ويقول العلماء إن الحيوانات التي تقوم بتجديد الأعضاء والأنسجة لا تفعل ذلك بالطريقة التي يأمل العلماء في تطبيقها على البشر، والتي تقوم على إيجاد خلايا جذعية في الجسم يمكن تصنيعها لتصبح نوعاً معيناً من الأنسجة. يقول البروفيسور جيريمي بروكس من جامعة كوليدج لندن: "نعتقد أن بإمكانهم فعل ذلك، ليس لأنهم مليئون بالخلايا الجذعية التي تنتظر الانفجار بعد الإصابة".
ووفقا له، فإن التفسير مختلف: الخلايا القريبة من المنطقة المصابة، والتي لها بالفعل خصائص فريدة (مثل الخلايا العضلية)، تفقد خصائصها الخاصة وتعود إلى حالتها الأولية. وفي هذه العملية، المعروفة باسم "اختلاف التمايز"، يقوم الحيوان بالفعل بإنتاج الخلايا الجذعية عند الحاجة إليها. ثم تتكاثر هذه الخلايا وتتمايز مرة أخرى وتشكل الأنسجة اللازمة لبناء العضو.

يقول تسيبليديس: "يبدو أنه كلما صعدت إلى أعلى السلم التطوري، كلما قلت قدرتك على التجدد." ومع ذلك، هناك تلميحات إلى أن نمو الأعضاء متعددة الأنسجة يمكن أن يحدث أيضًا في الحيوانات عند مستويات أعلى. وقد وجد أنه من الممكن تجديد مخزون الخلايا العصبية في شبكية الدجاج، وذلك لأن الخلايا العصبية الأخرى تتمايز. ويأمل الباحثون في المستقبل البعيد أن يكون من الممكن استخدام هذه الخلايا لعلاج العمى الناجم عن أمراض الشبكية.

https://www.hayadan.org.il/BuildaGate4/general2/data_card.php?Cat=~~~333799774~~~140&SiteName=hayadan

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismet لتصفية التعليقات غير المرغوب فيها. مزيد من التفاصيل حول كيفية معالجة المعلومات الواردة في ردك.