سجل مرصد ديناميكيات الطاقة الشمسية (SDO) التابع لناسا أحد أقوى الانفجارات في الدورة الشمسية الحالية، مع إمكانية التأثير على الأنظمة التكنولوجية على الأرض وفي الفضاء.
في 1 أكتوبر 2024، تم تصوير توهج شمسي قوي بحجم X7.1 بواسطة مرصد ديناميكيات الطاقة الشمسية التابع لناسا، وبلغ ذروته في الساعة 18:20 مساءً بالتوقيت الشرقي. يُصنف هذا الحدث الشمسي كواحد من أقوى توهجين في الدورة الشمسية الحالية 25 بدأ في ديسمبر 2019، وسبقه ثوران X8.7 في مايو 2024.
التوهجات الشمسية عبارة عن رشقات نارية شديدة من الإشعاع ناتجة عن إطلاق الطاقة المغناطيسية المرتبطة بالبقع الشمسية. وتصنف حسب سطوعها في ترددات الأشعة فوق البنفسجية التي ترصدها الأقمار الصناعية، وتتراوح التصنيفات من A، B، C، M، إلى X، حيث يمثل كل تصنيف زيادة في انبعاث الطاقة بمقدار عشرة أضعاف. انفجارات الفئة A هي الأصغر، مع تأثير ضئيل على الأرض، في حين أن انفجارات الفئة X هي الأكبر ويمكن أن تسبب انقطاعًا لاسلكيًا عالميًا وعواصف إشعاعية طويلة.
لا يحدد نظام التصنيف الانفجارات وفقًا لسطوع الأشعة السينية فحسب، بل يتضمن أيضًا لاحقة رقمية توفر معلومات إضافية حول شدتها. على سبيل المثال، تكون قوة انفجار X2 أقوى بمرتين من قوة انفجار X1، وتكون قوة انفجار X3 أقوى بثلاث مرات. يساعد هذا التصنيف الباحثين والمتنبئين بالطقس الفضائي على تقييم التأثيرات المحتملة على الأرض والأنظمة التكنولوجية. خلال فترات النشاط الشمسي المتزايد، عادة في ذروة الدورة الشمسية التي تبلغ 11 عامًا، يزداد تواتر وشدة الانفجارات، مما يجعل التتبع والتصنيف أكثر أهمية.
تقوم وكالات مثل ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بمراقبة النشاط الشمسي بانتظام من خلال مراصد فضائية مختلفة، وتعد هذه المراقبة ضرورية للتنبؤ بآثار التوهجات الشمسية على الأنظمة التكنولوجية الفضائية والأرضية والتخفيف منها، مما يضمن السلامة والمرونة في ظل التكنولوجيا المتزايدة. العالم التابع.
مرصد ديناميكيات الطاقة الشمسية (SDO) التابع لناسا هو تلسكوب فضائي مخصص لمراقبة الشمس وسلوكها بشكل مستمر، تم إطلاقه في 11 فبراير 2010، كجزء من برنامج الحياة مع نجم (LWS)، ويهدف إلى توفير فهم أعمق. تأثير الشمس على الأرض والفضاء القريب منها، وذلك من خلال دراسة الغلاف الجوي للشمس عند أطوال موجية عديدة. والهدف الرئيسي هو معرفة المزيد عن المجال المغناطيسي للشمس وطريقة تكوينه. الرياح الشمسية والتوهجات الشمسية وغيرها من ظواهر الطقس الفضائي التي يمكن أن تؤثر على الحياة والتكنولوجيا على الأرض.
تم تجهيز المركبة الفضائية SDO بمجموعة من الأدوات التي تلتقط صورًا عالية الدقة للشمس عند 13 طولًا موجيًا مختلفًا كل 12 ثانية، مما يوفر رؤى جديدة لأنشطتها الشمسية. تشمل أدوات القياس الرئيسية جهاز التصوير الهليوسيزمي والمغناطيسي (HMI)، الذي يرسم خريطة للمجال المغناطيسي للشمس ويدرس القوى الضوئية العاملة داخل الشمس؛ جمعية التصوير الجوي (AIA)، التي تصور الغلاف الجوي للشمس بأطوال موجية عديدة لفهم العلاقة بين سطح الشمس والغلاف الجوي بشكل أفضل؛ وتجربة التباين الشديد للأشعة فوق البنفسجية (EVE)، التي تقيس انبعاث الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس وتوفر بيانات حيوية حول كيفية تأثيرها على الغلاف الجوي للأرض. ومن خلال هذه الأدوات المتقدمة، يلعب SDO دورًا حيويًا في فهم النظام الشمسي المعقد ويساعدنا على تحسين قدرتنا على التنبؤ بظواهر الطقس الفضائي.
المزيد عن الموضوع على موقع العلوم: