التحيز بين الجنسين في إدارة الألم في غرف الطوارئ

كشفت دراسة جديدة عن وجود تباينات في العلاج بين الرجال والنساء الذين يصلون إلى غرف الطوارئ وهم يعانون من أعراض الألم. تقل احتمالية حصول النساء على وصفات طبية لمسكنات الألم مقارنة بالرجال الذين يعانون من شكاوى مماثلة. هذا التحيز موجود في جميع الفئات العمرية ومستويات الألم وجنس الأطباء، مما يشير إلى وجود مشكلة جهازية

التحيز الجنسي ضد النساء في غرف الطوارئ. رسم توضيحي: آفي بلير
التحيز الجنسي ضد النساء في غرف الطوارئ. رسم توضيحي: آفي بلير

كشفت دراسة جديدة بقيادة مجموعة من الباحثين من الجامعة العبرية ومركز هداسا الطبي وجامعة ميسوري وجامعة مارشال عن وجود تحيز مثير للقلق بين الجنسين في قرارات إدارة الألم في غرف الطوارئ. وحللت الدراسة، التي نشرت في مجلة PNAS، أكثر من 21,000 ألف سجل مريض في الولايات المتحدة وإسرائيل، ووجدت أن النساء أقل احتمالا لتلقي وصفات طبية لمسكنات الألم مقارنة بالرجال الذين يعانون من شكاوى مماثلة.

ووجدت الدراسة أن النساء حصلن على كمية أقل من مسكنات الألم مقارنة بالرجال، حتى بعد الأخذ في الاعتبار مستويات الألم المبلغ عنها وعوامل أخرى مثل العمر والتاريخ الطبي ونوع الشكوى. يشير هذا إلى مشكلة جهازية حيث لا يتم أخذ ألم المرأة على محمل الجد أو التعامل معه بقوة مثل ألم الرجل.

البروفيسور شوهام هوشان هيليل وميكا جوزيكيفيتش من الجامعة العبرية، د. أليكس جيل هيليل من الجامعة العبرية – مركز هداسا الطبي، د. توم جوردون هاكر من جامعة بن غوريون وفريق دولي من الباحثين من الجامعة العبرية ومركز هداسا الطبي، وكما ذكرنا، شارك في الدراسة باحثون من جامعة ميسوري وجامعة مارشال.

ومن خلال تحليل السجلات الطبية الإلكترونية من الأنظمة الصحية الأمريكية والإسرائيلية، قدم الباحثون أدلة على أن المريضة المرسلة من غرفة الطوارئ أقل احتمالا لتلقي العلاج لشكوى الألم مقارنة بالمريض الذكر. على وجه التحديد، أظهرت البيانات المستقاة من غرف الطوارئ في الولايات المتحدة وإسرائيل، مع حجم عينة إجمالي يبلغ 21,851 سجل خروج، أن النساء أقل عرضة لوصف أي مسكنات للألم، سواء الأفيونية أو غير الأفيونية، من الرجال.

النساء اللاتي يعانين من آلام أقل عرضة لتلقي مسكنات الألم لأي درجة ألم وفي أي فئة عمرية، ويتلقين عددًا أقل من مسكنات الألم من الأطباء الذكور والإناث. بالإضافة إلى ذلك، تقضي النساء 30 دقيقة إضافية في غرفة الطوارئ، وسيتم تسجيل درجة الألم لديهم بنسبة 10٪ أقل من قبل الممرضات في غرفة الطوارئ. وفي تجربة مضبوطة شملت 109 ممرضات، تبين أن شدة الألم المسجلة كانت أقل حدة إذا قيل للمريضة إنها امرأة وليست رجلاً، مما يشير إلى أن التحيز يرجع إلى الصور النمطية الجنسانية. ووفقا للمؤلفين، فإن العلاج غير الكافي لآلام النساء له عواقب فورية على النظام الصحي وعواقب واسعة النطاق على مواقف المجتمع تجاه آلام النساء.

ومن التفاصيل الأخرى المثيرة للاهتمام التي وجدتها الدراسة أن التفاوت في إعطاء المسكنات موجود بغض النظر عن جنس الطبيب المعالج. وكان الأطباء والأطباء على حد سواء أقل احتمالا لوصف مسكنات الألم للنساء، مما يشير إلى أن التحيز منتشر على نطاق واسع ولا يقتصر على جنس واحد من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وأبرزت الدراسة أيضًا أن الممرضات كن أقل عرضة لتسجيل درجات الألم بنسبة 10٪ للنساء مقارنة بالرجال. هذا النقص في التوثيق يمكن أن يساهم في التقليل من شدة آلام المرأة ويسبب علاجًا غير مناسب. بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن النساء يقضين في المتوسط ​​30 دقيقة في غرفة الطوارئ أكثر من الرجال. يمكن أن يكون هذا التأخير بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك احتمال عدم الإبلاغ عن الألم أو الأعراض.

في تجربة مضبوطة، حكمت الممرضات على أن آلام النساء أقل حدة من آلام الرجال عند تعرضهن لسيناريوهات سريرية متطابقة. يشير هذا إلى أنه قد يكون هناك تحيز لا واعي في كيفية إدراك المتخصصين في الرعاية الصحية للألم وتقييمه بناءً على جنس المريض.

وقال البروفيسور هوشان هيليل: "تكشف دراستنا عن تحيز مثير للقلق في الطريقة التي يتم بها إدراك آلام النساء وعلاجها في حالات الطوارئ". "إن سوء علاج آلام النساء يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على صحتهن، بما في ذلك فترات تعافي أطول أو مضاعفات أو حالات ألم مزمنة."

التوصيات نظرًا لادعاء الدراسة بأن هذه النتائج تعكس عدم وجود علاج منهجي لآلام النساء في الأنظمة الصحية، يدعو الباحثون إلى تدخلات سياسية عاجلة للتعامل مع هذا التحيز وضمان المساواة في علاج الألم بغض النظر عن الجنس. ويوصون ببرامج تدريبية لمتخصصي الرعاية الصحية لتحديد ومعالجة التحيز الجنسي، ويقترحون تحديث وتوحيد بروتوكولات إدارة الألم لضمان رعاية عادلة وكافية لجميع المرضى.

تسلط هذه الدراسة الضوء على الحاجة الماسة لمعالجة التحيزات اللاواعية في الرعاية الصحية من أجل توفير رعاية عادلة وفعالة لجميع المرضى.

للمادة العلمية

المزيد عن الموضوع على موقع العلوم:

תגובה אחת

  1. الألم شيء شخصي، كل شخص سيتعرض لنفس الإصابة بطريقة مختلفة، والإصابة ستزعجهم بطريقة مختلفة. ولهذا السبب فإن مقياس الألم في المستشفيات هو أيضًا ذاتي، فمن الممكن أنه لنفس الألم، سيكتب شخص واحد أن الألم هو درجة 6 وسيكتب صديقه درجة 8، لذلك عندما يتعين على الممرضات إعطاء درجة بالنسبة للألم، فإنهم يفحصون ما كتبه المريض وأيضًا ما يرونه، على سبيل المثال البكاء والشكاوى، ثم يقومون بإتقان كل ما يرونه. وربما تكون نتيجة الدراسة هي أن النساء يشعرن بالألم بشكل مختلف عن الرجال.

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.