يواجه النظام السياسي الأميركي خياراً حاسماً فيما يتعلق بمستقبل المناخ والبيئة، حيث قد تؤدي التبعات العالمية للقرارات الأميركية إلى تغيرات بعيدة المدى في المناخ العالمي
تسلط الأيديولوجيات البيئية لدونالد ترامب وكامالا هاريس الضوء على الاختلافات العميقة بين نهجهما في التعامل مع تغير المناخ. وبينما يركز ترامب على الحد من الأنظمة البيئية والاستثمار على نطاق واسع في الوقود الأحفوري، يسعى هاريس إلى مواصلة التحول إلى الاقتصاد الأخضر مع التركيز على خفض الانبعاثات والعمل العالمي الموحد للحفاظ على البيئة.
ترامب: دعم رفع القيود والاستثمار في الوقود الأحفوري
تركز السياسة البيئية التي ينتهجها دونالد ترامب، كما تم تقديمها في حملته الانتخابية، على الحد من التنظيم وتطوير البنية التحتية للنفط والغاز. ويدعو ترامب إلى نهج "الحفر، الطفل، الحفر" ويزعم أنه ينبغي خفض الإنفاق العام على ما يسميه "البرامج الخضراء عديمة الفائدة". وأوضح ترامب خلال حملته الانتخابية أنه يعارض أي محاولة للحد من صناعات الوقود الأحفوري واقترح إلغاء التشريعات البيئية التي تم سنها في عهد بايدن، بما في ذلك حوافز السيارات الكهربائية وزيادة الاستثمار في التقنيات الخضراء.
وكجزء من سياسته، يعتزم ترامب الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ مرة أخرى، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز صناعة النفط الأمريكية والحد من القواعد التنظيمية التي يمكن أن تضر بها. وتتضمن خطته، المعروفة باسم "أجندة 47"، وعوداً بالموافقة السريعة على مشاريع الطاقة الأحفورية، وخفض القيود التنظيمية المتعلقة بانبعاثات الغازات الدفيئة.
وإلى جانب تركيزه على دعم الاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري، يريد ترامب تطوير سياسة تجارية "أمريكا أولا" تركز على إعادة سلاسل التوريد إلى الوطن وخلق حوافز لتعزيز الاقتصاد المحلي، مع فرض قيود على استيراد السلع. . وقد تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تفاقم التوترات الاقتصادية والدولية، مما قد يضر بالجهود العالمية لتطوير الحلول البيئية ومنع حدوث أزمة مناخية عالمية.
هاريس: مواصلة الاستثمار في الطاقات المتجددة
في المقابل، تطرح نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي تخوض هذه الانتخابات كمرشحة رئاسية، نهجا معاكسا تماما فيما يتعلق بالمناخ. وتضمنت فترة عملها كنائبة للرئيس دعم قانون الحد من التضخم (IRA)، والذي كان أكبر استثمار لحكومة الولايات المتحدة حتى الآن في الاقتصاد الأخضر. ويركز هذا القانون على تشجيع الاستثمارات في التقنيات الخضراء وخفض الانبعاثات والتحول إلى السيارات الكهربائية.
تقدم هاريس سياستها على أنها سياسة تجمع بين الترويج للطاقة الخضراء وزيادة إنتاج النفط والغاز المحلي. وتصف في كلمتها التغير البيئي ليس فقط كقضية بيئية، بل كقضية اقتصادية تتعامل مع زيادة تكاليف التأمين والعواقب الاقتصادية الإضافية للأزمات المناخية.
أحد الانتقادات الموجهة لهاريس هو عدم وضوح سياساتها. وفي حين يظهر دعمًا لاستمرار السياسات الحالية لإدارة بايدن، لم يتم تحديد خطوات فعلية لمعالجة القضايا الرئيسية المتعلقة بانبعاثات الغازات الدفيئة. ولعل السبب في ذلك يكمن في الجهود المبذولة للحفاظ على دعم واسع النطاق بين ناخبي الحزب الديمقراطي.
تأثير السياسة على مستقبل المناخ
ومن الممكن أن تلحق سياسة ترامب، الرامية إلى الاستثمار الضخم في الوقود الأحفوري، ضررا كبيرا بالجهود العالمية للحفاظ على المناخ وتحقيق الأهداف المحددة في اتفاق باريس. وقد تؤدي مثل هذه السياسة إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، وإلغاء الحوافز المقدمة للأجهزة الخضراء، وتفاقم أزمة المناخ العالمية.
في المقابل، يعرض هاريس الاستثمار في الطاقة الخضراء كجزء من رؤية وطنية، لكنه لا يقدم سياسة ملموسة حول كيفية الاستمرار في خفض الانبعاثات. كما أن الافتقار إلى الوضوح فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والاندماج في القيادة العالمية قد يؤدي إلى حالة من عدم اليقين على الساحة الدولية أيضاً.
المزيد عن الموضوع على موقع العلوم: