أدهش العلماء اكتشاف علامات قطع حول أورام سرطانية على جمجمة مصري قديم، مما سمح لهم بفهم أفضل لكيفية محاولة المصريين القدماء علاج المرض
اندهش العلماء من اكتشاف علامات القطع حول الأورام السرطانية على جمجمة مصري قديم، مما سمح لهم بفهم أفضل لكيفية محاولة المصريين القدماء علاج المرض. وتعد هذه النتائج دليلا فريدا على أن المجتمعات القديمة حاولت البحث وإجراء عمليات جراحية للسرطان منذ آلاف السنين.
نعلم من الرسائل القديمة أن المصريين القدماء كانوا يتمتعون بمهارات طبية غير عادية في عصرهم. على سبيل المثال، يمكنهم تحديد ووصف وعلاج الأمراض والإصابات المؤلمة، وبناء الأطراف الاصطناعية وتركيب حشوات الأسنان. وفي حالات أخرى، مثل السرطان، لم يتمكنوا من العلاج - ولكن ربما حاولوا.
من خلال دراسة حدود علاجات الصدمات والأورام في مصر القديمة، قام فريق دولي من الباحثين الآن بدراسة جمجمتين بشريتين، يبلغ عمر كل منهما آلاف السنين.
وقالت تاتيانا تونديني، الباحثة في جامعة توبنجن والمؤلفة الرئيسية للدراسة التي نشرت مؤخرا في مجلة فرونتيرز: "نرى أنه على الرغم من أن المصريين القدماء كانوا قادرين على التعامل مع كسور الجمجمة المعقدة، إلا أن السرطان كان لا يزال يمثل حدودا للمعرفة الطبية". في الطب.
وأضاف المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور إدجارد كاماروس، عالم الحفريات في جامعة سانتياغو دي كومبوستيلا: "هذه النتيجة دليل فريد على كيفية محاولة الطب المصري القديم التعامل مع السرطان أو دراسته منذ أكثر من 4,000 عام". "هذه وجهة نظر جديدة وخاصة في فهم تاريخ الطب."
** علامات القطع على الجمجمة 236 **
من المحتمل أن علامات القطع الموجودة على الجمجمة 236 كانت مصنوعة بأداة حادة. الائتمان: تونديني، إيسيدرو، كاماروس، 2024.
** قطع السرطان **
وأوضح تونديني: "أردنا أن نتعرف على دور السرطان في الماضي، ومدى شيوع المرض في العصور القديمة، وكيف تعاملت المجتمعات القديمة مع هذا المرض". ولهذا، قام الباحثون بفحص جمجمتين من مجموعة داكوورث في جامعة كامبريدج. الجمجمة والفك السفلي 236، يعود تاريخها إلى ما بين 2687 و2345 قبل الميلاد، وتخص رجلًا يتراوح عمره بين 30 و35 عامًا. أما الجمجمة E270، التي يرجع تاريخها إلى ما بين 663 و343 قبل الميلاد، فتخص امرأة يزيد عمرها عن 50 عامًا.
في الجمجمة 236، أظهرت المراقبة المجهرية آفة كبيرة تتوافق مع التدمير المفرط للأنسجة، وهي حالة تعرف باسم الورم. بالإضافة إلى ذلك، هناك حوالي 30 آفة صغيرة مستديرة منتشرة فوق الجمجمة.
واندهش الباحثون من اكتشاف علامات القطع حول هذه الآفات، والتي يبدو أنها مصنوعة بأداة حادة مثل أداة معدنية. وقال تونديني: "عندما رأينا علامات القطع تحت المجهر لأول مرة، لم نتمكن من تصديق ما كنا نراه".
وأوضح المؤلف المشارك البروفيسور ألبرت: "يبدو أن المصريين القدماء أجروا نوعا من التدخل الجراحي المتعلق بوجود الخلايا السرطانية، مما يثبت أن الطب المصري القديم كان يشارك أيضا في العلاجات التجريبية أو التحقيق الطبي في سياق السرطان". إيسيدرو، طبيب الأورام الجراحي في مستشفى جامعة سيجريت كور، والمتخصص في علم الأورام.
** علامات القطع حول الآفات في الجمجمة 236 **
**السرطان في العصور القديمة**
تُظهر الجمجمة E270 أيضًا آفة كبيرة تتوافق مع نمو سرطاني تسبب في تدمير العظام. قد يشير هذا إلى أنه على الرغم من نمط الحياة الحالي، حيث تزيد الشيخوخة ووجود المواد المسرطنة في البيئة من خطر الإصابة بالسرطان، إلا أن السرطان كان أيضًا من الأمراض الشائعة في الماضي.
يوجد في الجمجمة E270 أيضًا آفتان شفاء من الإصابات المؤلمة. ويبدو أن أحدهما نتج عن حادث عنيف من مسافة قريبة باستخدام سلاح حاد. قد تشير هذه الآفات الشافية إلى أن الشخص قد تلقى بعض العلاج، ونتيجة لذلك نجا.
إن رؤية مثل هذا الجرح على المرأة ليس أمراً شائعاً، ومعظم الإصابات المرتبطة بالعنف توجد عند الرجال. "هل كانت هذه المرأة متورطة في أي أنشطة حربية؟" سأل تونديني. "إذا كان الأمر كذلك، فيجب علينا إعادة التفكير في دور المرأة في الماضي وكيف شاركت بنشاط في الصراعات خلال العصور القديمة".
وأشار الباحثون أيضًا إلى أن دراسة بقايا الهيكل العظمي تطرح بعض التحديات التي تجعل البيانات النهائية صعبة، خاصة عندما تكون البقايا غير مكتملة في كثير من الأحيان ولا يوجد تاريخ سريري معروف. وأشار إيسيدرو إلى أنه "في علم الآثار، نعمل مع أجزاء مجزأة من الماضي، مما يجعل من الصعب اتباع نهج دقيق".
وخلص كاماروس إلى أن "هذه الدراسة تساهم في تغيير المنظور وتضع أساسًا مشجعًا للدراسات المستقبلية في مجال علم الأورام القديمة، ولكن ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفك رموز كيفية تعامل المجتمعات القديمة مع السرطان".
المزيد عن الموضوع على موقع العلوم: